[٣٩] وفي نهاية الدرس يشير ربّنا إلى ملك سليمان فيقول :
(هذا عَطاؤُنا)
ويفوضه فيه يتصرف كيفما بدا له.
(فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)
أي أعط للناس مما تملك أو أمنعهم ، ولا أحد يحاسبك وهذا أعلى مراتب التفويض.
[٤٠] ويختتم الدرس بحقيقة هامة ، هي أن أهم مما يملكه الإنسان في الدنيا ، قربه من الله وثوابه عنده.
(وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ)
وكلمة أخيرة :
من أبعاد رسالة القرآن الكريم تصحيح رؤي البشر تجاه الرسل ورسالاتهم ، ذلك أن الشيطان يثير الوساوس في مصدر الإصلاح ، وينبوع الفضائل (الرسل ورسالاتهم) فاذا به يلصق التهم بالأنبياء لأسقاط شخصياتهم في أعين الناس ، ويحرف قيم الدين وقد يجعلها بتأويلها سببا للضلالة.
والله سبحانه يبعث بين الحين والآخر رسالة ورسولا لتجديد ما درس من معالم دينه الحق لكي لا تزول فرصة الهداية للناس.
وهكذا حرّفت أهواء بني إسرائيل التوراة والإنجيل ، وأوّلت النصوص حول القيم ، ولفقت التهم حول الأنبياء عليهم السلام. وانزل الله كتابه المجيد تبيانا