باطلا بلا حكمة بلا هدف بلا تقدير؟! سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
(ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)
لأنهم قيّموا الحياة بأفكار الكفر المسبقة لم يهتدوا إلى الحق. ومع ذلك لم يصلوا في نفيه إلى حد قطعي (العلم) لأنهم أينما نظروا وإلى أي شيء منها وجدوا فيه آثار القدرة والحكمة.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)
لأن الله خلق السموات والأرض بالحق ، فانه لن يدع الكفار سدى بل لا بد ان يجازيهم بأعمالهم التي تجاوزت كل حد معقول في مخالفة الحق بل لهم الويل والثبور.
[٢٨] وتبيانا لهذه الحقيقة يهدينا الرب إلى ان سنة الحق القائمة في كل شيء مخلوق تأبى تساوي المتقين الذين يتجنبون العذاب ، وأسبابه وعوامله. والفجّار الذين لا يبالون اي واد يقتحمون ، واي ضلالة يتيهون فيها ، واي جريمة يرتكبونها.
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)
وبذلك كسبوا الحسنات.
(كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ)
ويبدو ان تخصيص المفسدين بالذكر ينسجم وقصة داود (ع) المتمثلة في شروط خليفة الله في الأرض.
وان الخليفة الشرعي ليس كل من ملك الأمور بالقوة ، انما الذي يملكها بالحق.