وكلمة المخلصين «سبحان الله» التي تلهج بها ألسنتهم هي اعتراف بالعجز عن معرفة كنه الله ، الا المعرفة التي تخرجه عن حد التعطيل والتشبيه والتي دعا إليها أئمة الهدى ، وهذا يبعدهم عن العقائد الضالة.
قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ :
«ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتّشبيه غير موصوف ، وباللّون غير مصبوغ ، منفي عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حس كلّ متوهّم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ، ليس منها واحد قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت ، فالظاهر هو (الله ، وتبارك ، وسبحان) لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثنى عشر ركنا» (١)
وسئل الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ما تفسير سبحان الله؟ قال :
«هو تعظيم جلال الله عز وجل ، وتنزيهه عما قال فيه كلّ مشرك ، فاذا قال العبد صلى عليه كل ملك» (٢)
[١٨١] وكما للمؤمن علاقة بالله شعارها التسبيح ، ومحتواها العبودية والطاعة ، فإن له برسله علاقة أيضا ولكن شعارها السلام ، وواقعها الحب والاقتداء ضمن المسيرة الواحدة.
__________________
(١) بح / ج (٤) / ص (١٦٦).
(٢) المصدر / ج (٩٣) / ص (١٧٧).