(إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)
والمؤمن لا يتخوف من البذل والإنفاق للآخرين في سبيل ربه ، لأنه يعلم بان كل ما ينفقه سوف يعود عليه أضعافا مضاعفة ويزداد إحسانا كلما تعمق ايمانه بان مستقبله في الدنيا والآخرة رهين عمله وتضحياته.
ان السبيل الى الإحسان ، الذي هو الطريق الى المكاسب الجسيمة ، كالتي ظفر بها نوح (ع) ، هو الايمان بالله عز وجل وبجزائه الأوفى.
[٨٢] ثم ان المنجي الحقيقي لنوح ومن آمن معه لم تكن السفينة التي صنعوها ، فلو ان الكافرين ركبوا سفنا أكبر وأفضل منها ، لم تكن لتنقذهم من الغرق في موج كالجبال ، وماء منهمر كالانهر من السماء ، انما نجوا بايمانهم الذي تميزوا به عن غيرهم ، وانما أمر الرب نبيه والمؤمنين بصنع الفلك ، اثباتا لمسؤولية الإنسان في الحياة وتأكيدا لها ، والا فانّه قادر على إنقاذهم بكلمة من عنده.
(ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)
وهم الكفار.
[٨٣] ثم يأتي لنا القرآن بمثل من الآخرين ، الذين ترك فيهم سلاما على نبيه نوح (ع) ، وهم الذين جسدوا امتدادا لرسالته في البشرية عبر التاريخ ، من الأنبياء والرسل ، والصالحين.
(وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)
والشيعة هم الذين يتبعون شخصا أو خطاما ، فيقال لهم شيعة فلان.