النار للاطلاع على أهلها ، لكي يشعروا عميقا بلذة الهداية والطاعة والنعيم ، ذلك ان من طبيعة الإنسان إحساسه بالحقائق عن طريق معرفة نقائصها ، لهذا نجد المؤمن وقد اطلع على قرين السوء في العذاب ، بينما يتعمق وعيه بعظمة نعم الله عليه يقول :
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
نعم ان طريق الحق مليء بالعقبات والمصاعب ، ولكنه الأفضل ما دام ينتهي الى الجنة ورضى الله.
[٦١] وكخلاصة لكل ما تقدم من ذكر الجنة والنار ، يؤكد القرآن بان الهدف الصحيح ، الذي يجب على الإنسان العمل له ، هو الوصول الى الجنة ، لأنها الهدف الأعظم الذي إذا حققه الفرد فقد فاز ، والا فهو لم يحقق شيئا. قال الامام علي (ع) :
«ما خير بخير بعده النار ، وما شر بشر بعده الجنة ، وكل نعيم دون الجنة فهو محقور ، وكل بلاء دون النار عافية» (٨)
ويقول تعالى :
(لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ)
وقد نستوحي من التدبر في الآيات الكريمة : ان الإنسان يواجه في حياته نوعين من الضغوط :
الاول : الضغط القادم من المجتمع المعاصر ، والذي يتجلى بصورة واضحة في
__________________
(٨) نهج الحكمة / (٣٨٧).