حتى الآن وسوف يقع.
وكلمة أخيرة :
تقول آخر الدراسات التي بحثت عوامل نشوء الحرب العالميتين : إنّ البشرية ـ انساقت إليها انسياقا ، فلا أحد من القادة المتحاربين كان يريدها حربا مدمرة لا تبقي ولا تذر ، ولكنّهم كمن ينحشر في الزحام يدفع ويدفع ولا يجد سبيلا للخلاص ، انحشروا فيها بلا إرادة ووعي.
كذلك حين تتراكم سلبيات الأمم تتفجر في صور شتى ، منها : الحروب التي يجازي الله بها العباد. أو لم يقل ربنا سبحانه : «قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ» (٤).
وهكذا تلاشت قوة هتلر واليابان ، وتأخّرت أوروبا حتى أضحت القوة الثالثة. لماذا؟
للجرائم التي ارتكبت بشأن الإنسانية ، وللانحراف الكبير عن سنن الله التي لا تتغيّر.
واليوم كيف يذر الرب العزيز الحكيم هذه الجرائم ترتكب بحق خلقه؟! هذا الظلم العريض ، وهذا الاستضعاف الشامل ، مئات الملايين من خلق الله يظلمهم حفنة من المستكبرين ، فهل يهمل الله عباده؟!
كلّا ... ولكنه يملي لهم إنّ كيده متين ، فإن لم يرجعوا عن غيّهم ، ويعتبروا
__________________
(٤) الانعام / (٦٥).