(تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ)
كما هي عادة الشركاء يخاف بعضهم من بعض ، فهل تخافون عبيدكم؟ كلّا ..
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
لأنّه لا يعقل آيات الله إلّا ذوي الألباب.
(٢٩) والحقيقة هي : إنّ الذين يشركون ليس يتبعون شريكا كرها ، ولا يضلّون عن الحق لغموضه أو لعدم قدرتهم على معرفته ، بل لاتباعهم الهوى.
(بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)
وعبادة الهوى هو جوهر الشرك ، لأنّ المشرك إنّما يتبع طاغوته خوف الذبح ، ولا يخضع المشرك للغني إلّا طمعا في ماله ، فالمشكلة بالنسبة إلى المشرك هي حبّ الخلود والراحة.
والآية تذكّرنا بأنّ الظلم أساس اتباع الهوى ، وهو بدوره سبب الضلالة ، ولعلّ ذلك يهدينا إلى دور الفساد في العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ودوره في ضلالة الإنسان.
فإذا كانت العلاقات القائمة بين أبناء البشر سليمة ، ولم يكن بعضهم يظلم بعضا ، لم تكن حاجة إلى اتباع الهوى.
كما تذكّرنا الآية انّ الهوى والعلم ضدّان ، فمن اتبع هواه رحل عنه العلم ، ومن خالف هواه استضاء بنور العلم ، والّذي يتبع هواه بغير علم سوف يضله الله.