المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، وبالتالي بأنّ له المثل الأعلى الّذي تشير إليه آيات الجمال والكمال في السموات والأرض.
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
بلى. السموات عظيمة واسعة ، وجميلة ، ورائعة النظام ، وحسنة التدبير ، إذا فهي تهدينا إلى أنّ لربنا المثل الأعلى فهو العظيم الواسع (قدرة) والجميل والمدبر. وفي الأرض آيات الجمال والجلال وهي تهدينا إلى سلطان الربّ وملكوته وسائر أسمائه الحسنى.
ولأنّ لربنا المثل الأعلى فلا يمكن أن نقيس به شيئا فهو الأعلى مما نرى ومما لا نرى في السموات والأرض ، ولا يجوز إذا أن نشبّهه بشيء أو نتوهّمه أو نتصوره سبحانه ، جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (ع) في تفسير الآية :
«الّذي لا يشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الأعلى» (٣)
(٢٨) يضرب ربنا سبحانه مثلا من واقع الجزيرة العربية ، حيث كانوا يعيشون نظام السادة والعبيد فيخاطبهم : هل يقبلون أن يشاركهم عبد من عبيدهم ما يملكون فهم وإياه سواء ، علما انه وما يملك لهم؟!
إذا كانوا لا يوافقون على هذا الاقتراح. فكيف يجعلون لله أندادا؟!
(ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ)
متساوون في الشركة ، وأكثر من ذلك ...
__________________
(٣) نور الثقلين / ج (٤) / ص (١٨٠).