وإذا بالآيات
التي هي وسيلة الهداية تضحى عندهم محورا للمعاجزة وللجدال العقيم ، فتزيدهم كفرا
وطغيانا.
وحينما نقرأ
اليوم عن اقتصاد العالم نرى كيف صارت الثروة أداة لهدم الحضارة ، فميزانيات التسلح
في هذا العصر تبتلع انتاج الحضارة البشرية ، وكل التقدم العلمي والتكنلوجي لديها ،
فاذا بالمترفين وحفاظا على مصالحهم ، يلقون بالقنابل المدمرة على مدينة بنتها
القوى والفاعليات البشرية خلال عشرات السنين ، فتدمرها في بضع دقائق ، كما فعلت
القنبلة الذرية في هيروشيما ونكزاكي ، أو كما فعلت قنابل الحلفاء في المدن
الالمانية.
(٣٩) اذن فما
هو الموقف السليم من الآيات والأفكار السليمة ، ومن الثروة والقوة وهما من آيات
الله؟
الجواب أولا :
معرفة المنعم مقدمة لشكره النظري والعملي.
(قُلْ إِنَّ رَبِّي
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ)
فالذي يرى ان
ربه هو الذي أعطاه ما يملك لا يكفر به ، ولا يحارب رسالاته ، وعباده الصالحين ،
ولا يخشى من الإنفاق في سبيله ، بل يسعى لذلك إحساسا منه بالمسؤولية. أو ليس
القدرات والإمكانات كما النفس امانة من عند الله؟! فلما ذا لا يردها حين يطلبها
منه. بلى. سوف يعطيها راضيا مطمئنا لرزق ربه.
(وَما أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)
وذلك من
ناحيتين :
الناحية
الغيبية :
قال رسول الله (ص)
: