(وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا)
وهي القرآن ، وما يتصل به من الحقائق المعنوية والمادية كالقيادات وآيات الطبيعة.
(مُعاجِزِينَ)
اي يجعلونها عاجزة عن بيان الحقيقة ، عبر إثارة الشبهات الزائفة حولها ، أو تفسيرها على غير وجهها.
(أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ)
أرادوا ذلك أو رفضوه.
وتتضمن الآية الكريمة معنيين :
المعنى الاول : ان المعاند الذي قرر الكفر بالله ، والسعي من أجل تحريف آياته ذاتها ، أو تأويل دلالاتها ، فانه حتى لو قرأ القرآن أو بحث عن الحقائق فليس للايمان بها وانما للبحث عن وسيلة لردها ومعارضتها.
المعنى الثاني : أن المنحرف يستخدم كل قوة يملكها في غير أهدافها المشروعة ، فاذا بالمال الذي هدفه تقويم النظام الاجتماعي ، وتحريك الفاعلية الاقتصادية ، يصبح وسيلة لدمار المجتمع ، وإفساد الإقتصاد ، وإذا بالسلطة التي هدفها اقامة العدل ، وبناء الحياة الفاضلة ، تصير أداة لفساد الأرض ، وهلاك الحرث والنسل (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) (٤)
__________________
(٤) البقرة / (٢٠٥).