لعل السائل والمجيب هم نفس الفريق ، فسأل البعض وأجاب الآخرون ، ويحتمل ان يكون السائل الملائكة وأهل الشفاعة ، والمجيب هم المشفوع لهم من المذنبين ، والكلام يكون خاصا بالذين يؤذن لهم بالشفاعة ، حيث ينزع عنهم الفزع حينما يؤذن لهم بالشفاعة ، بينما يبقى الآخرون في فزع عظيم.
(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
فلا شفاعة الا باذنه ولا أمنة إلا منه ، ولا نجاة إلّا به سبحانه.
وفي الآية تفسيرات عديدة ، بيد أن ما ذكرنا أنسب الى السياق من غيره فيما يبدو لي.
(٢٤) ثم يمضي السياق قدما في تفنيد الأفكار التبريرية ومنها الزعم بأن غير الله يرزق شيئا ، وسواء كان السلطان أو المترف أو غيرهما فان ربنا ينفي ان يكون الرازق حقا غير الله.
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
من يرسل السحاب ، ويبعث بأشعة الشمس ، ويهدي الإنسان الى طرائق الزراعة والصناعة ، ويرزقه القوة؟
(قُلِ اللهُ)
ثم يستفيد من أسلوب التشكيك المنهجي لإيصال الإنسان الى الحقيقة.
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
وهذا الأسلوب يجعل الكافر يشكك في طريقه شكّا منهجيّا ، كما يشك ـ على