والجفان الأواني التي يقدم فيها الطعام ، وقد وصفها الله لعظمتها وسعتها بالحفر أو الأحواض ، لأنّ سليمان ما كان يقدر على إطعام جيشه في أوان صغيرة لكثرتهم. (٤)
(وَقُدُورٍ راسِياتٍ)
والراسية هي الثابتة ، مما يدل على ان لسليمان قدورا ثابتة ، وأخرى متحركة كان يحتاجها عند حركته وتنقله.
(اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ)
إنّ أهمّ عبرة في هذه الآيات الكريمة هي ضرورة الشكر العملي ، فقبل أن يكون بيد الإنسان الفضل والخير الالهي ربما يكون مقبولا منه الشكر القولي وحده ، أمّا بعده فيجب ان يتحول هذا الشكر الى برنامج عملي ونعني بذلك ثلاثة أمور :
الاول : العمل الصالح ، كما قال ربنا لنبيّه داود : (وَاعْمَلُوا صالِحاً) فعلى سبيل المثال يكون الشكر العملي للمال الإنفاق في سبيل الله ، والتصدّق على الفقراء ، وإقامة المشاريع الاسلامية ، وبالتالي استخدام هذه النعمة في أهدافها المحدّدة.
الثاني : الإبقاء والمحافظة على العوامل التي سببت الفضل والنعمة ، فالعالم إنّما أصبح عالما بسبب الدراسة والقراءة والتفكير والعمل ، فشكر العلم هو المحافظة على هذه العوامل ، لأنها تحفظ العلم وتزيده.
الثالث : الوصول بالنعمة الى غايتها وهدفها ، وهدف كل شيء في الحياة
__________________
(٤) راجع المجمع في تفسير الآية.