والجلباب هو العباءة ، وانما أمر الله المؤمنات بتثبيت العباءة لأنهن وهن يلبسنها قد لا يراعين الألبسة التي تليها ، فقد تكون مما لا يليق ظهوره للآخرين ، ويبين القرآن ان الهدف الأهم من وراء هذا الفرض :
(ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)
والمعرفة هنا تحتمل أحد تفسيرين :
١ ـ ان يعرفن من بين النساء ، انهن ينتسبن الى رسول الله أو الى فلان من المؤمنين ، فيؤذين إمعانا في الأذى لذلك الطرف ، سواء بالكلام البذيء أو غيره.
٢ ـ ان تعرف مفاتنهن وزينتهن مما يسبب الأذى لهن ، والملاحظ أن قسما من المؤمنات لا يراعين كيفية الحجاب تماما ، ولكن ليس بهدف الإفساد ، انما لعوامل تربوية وثقافية سلبية ، أو لقلة الوعي الديني ، فيؤدّي ذلك الى اثارة بعض أبناء المجتمع ، الذين قد تنتهي اثارتهم الى الاعتداء.
وعن هذه الآية جاء في تفسير القمّي : انه كان سبب نزولها : ان النساء كن يخرجن الى المسجد ويصلين خلف رسول الله (ص) فاذا كان بالليل وخرجن الى صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذنهن ، ويتعرضون لهن. (١٥)
وقد عبر القرآن بكلمة «نساء» في عطفه الحديث عن المؤمنين على أمره رسول الله (ص) دون التعبير ب (زوجات المؤمنين وبناتهم) لما في كلمة نساء من ظلال خاص يشمل من جهة الزوجات والبنات ، ويشير الى الحد الشرعي للحجاب ، فوجوبه على الأنثى لا يكون الا إذا بلغت مبلغ النساء عرفا وشرعا.
__________________
(١٥) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٠٧).