«من أوى فقد نكح ، ومن أرجى فلم ينكح» (٥)
الثاني : فسرها بحرية الرسول (ص) في تقسيم وقته على زوجاته كيفما يشاء ، وليس كما ترى زوجاته ، أو على أساس قانون معيّن له.
وانسجاما مع هذا الرأي يكون تفسير الآية : انك يا رسول الله تستطيع ان تنام عند من تشاء من زوجاتك ، وتترك الآخريات «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» بل أنت حر لو عينت ليلة ما لزوجة ما ثم بدا لك ان تغير الوقت ان تفعل بما تراه «وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ» وهذا الأمر يرفع احتمال النزاع بين زوجات الرسول لعلمهن بأن الأمر بيده لا بأيديهن ، «(ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ) .. إلخ».
(٥٢) وكما كانت الآيات السابقة قد أحلت للرسول بعض الأمور ، جاءت هذه الآية لتحرم عليه أمورا أخرى.
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً)
وفي هذه الآية أقوال عديدة :
١ ـ ان الآية جارية على ظاهر لفظها ، ومعنى ذلك : لا يجوز للرسول بعد نزول هذه الآية ان يتزوج غير زوجاته التسع ، ولا ان يطلق إحداهن ليتزوج غيرها ، باستثناء الإماء.
__________________
(٥) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٢٩٣).