وتأكيد رابع يضيفه القرآن بان هذا الحكم يخص الرسول وحده حين يقول : بان للمؤمنين احكاما خاصة تختلف عن أحكام النبي في الزواج.
(قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ)
من وجوب المهر ، فلا يمكن لأحد غير النبي ان يتزوج امرأة من دون مهر أبدا ، والسبب أن المهر فرض للمرأة ، ضمانا لها ضد شهوة بعض الرجال ، والرسول معصوم أن يحيف زوجته أو يظلمها ، وإذ ينتهي الحديث لهذه الفكرة فمن أجل رفع الحرج عن النبي (ص) حيث خصّ دون غيره ببعض الأمور ، تبين ذلك الآية الكريمة :
(لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)
(٥١) وهكذا ينساب السياق مبينا جانبا من حدود العلاقة الزوجية عند الرسول حيث يقول :
(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً)
وقد انقسم المفسرون في هذه الى فريقين :
الاول : ربطها بما قبلها ، وقال ان الآية (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) يخاطب الرسول : بأنك حرّ ترفض من تهب نفسها إليك ، أو تقبلها وتتزوجها ، واستندوا في رأيهم هذا الى خبر عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ، قال : قلت : أرأيت قوله : «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» قال :