والقيم ، فليس صادقا في تسبيحه من يلفظ هذه الكلمات ولكنه يقدّم شهواته على القيم ، أو يطيع الآخرين بمعصية الله ، أو يحاول الخلط بين الحق والباطل ، ضغثا من هذا وضغثا من ذاك.
(٤٣) ولا شك ان ذكر الله وتسبيحه سوف يستتبع جزاء من عند الله (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (٧) وهذا الجزاء يتمثل في أعظم صورة في الهداية الإلهية للإنسان من الظلمات إلى النور ، مما يؤكد بأن الهدف من الذكر هو الهداية ، وأنها ـ أي الهداية ـ تحصل من مجموع أمرين هما : سعي الإنسان (ذكره وتسبيحه) وصلة الله له بالتوفيق والرحمة.
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)
والظلمات هي الجهل والعجز وسائر الصفات السلبية ، بينما النور ما يخالفها ، وهذا من رحمة الله بالمؤمنين.
ما هي صلاة الرب؟
ما هي الصلاة؟
قال علماء اللغة : ان لها معنيين : أحدهما النار وما أشبهها من الحمّى ، والآخر جنس من العبادة. (٨)
ولكن يبدو ان هناك علاقة بين الصلاة والصلة في الاشتقاق الكبير ، فيكون الاصطلاء بالنار هو الاقتراب منها أو الاتصال بها ، ومنها قولهم : حليت العود
__________________
(٧) البقرة / ١٥٢
(٨) ابن فارس : معجم مقاييس اللغة / ج ٣ / ص ٣٠٠