والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولكن ذكر الله عند ما أحل له ، وذكر الله عند ما حرم عليه» (٥)
وما يدري البشر ان فكرة شيطانية واحدة تسبّب دماره. أو ليس إبليس بدأ الكفر بفكرة جالت في خاطره حينما قال : لو انصفني الله لكنت أنا شيخ الملائكة وسيدهم ، فأخرج الله كبره عند ما امتحنه بالسجود لآدم (ع)؟!
وفي خطبة للإمام علي (ع) في المبادرة إلى صالح الأعمال أكّد على هذه الفكرة إذ قال : «فاتقوا الله عباد الله ، وبادروا آجالكم بأعمالكم ، وابتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم ، وترحّلوا فقد جدّ بكم ، واستعدوا للموت فقد أظلّكم ، وكونوا قوما صيح بهم فانتبهوا ، وعلموا ان الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا ، فان الله سبحانه لم يخلقكم عبثا ، ولم يترككم سدى ، وما بين أحدكم وبين الجنة أو النار إلّا الموت أن ينزل به» (٦)
(٤٢) ثمّ تؤكد الآيات على ضرورة استمرار الصلة بين العبد وربه.
(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)
ففي كل يوم ينبغي للإنسان أن يفتتح حركته وانطلاقته بذكر ربه ، ويختتمها بذلك أيضا ، ولعل في الآية تأكيد على صلاة الصبح وفرضي المغرب والعشاء ، وان أبرز أهدافها ربط الإنسان في أول اليوم وآخره بخالقه عبر التسبيح.
وإذا كان ظاهر التسبيح هو قول : «سبحان الله» فان باطنه ومحتواه هو ما تهدف إليه هذه الكلمات من رفع الإنسان عن حضيض الشرك إلى سماء التوحيد
__________________
(٥) نور الثقلين / ج ٤ / ص ٢٨٧
(٦) نهج البلاغة / خ ٦٤ / ص ٩٥