تجمع الأحزاب ، وتخذيل المنافقين وتوهينهم.
(إِلَّا إِيماناً)
بالله ، ورسالاته ، والصراط المستقيم الذي هم عليه.
(وَتَسْلِيماً)
لربهم وقيادتهم ، وحينما ندرس حياة الشعوب نجدها نوعين : فبعضها حينما يتعرض للضغوط والتحديات ينهار ، والبعض الآخر ـ على العكس تماما ـ يزداد قوة وثباتا ، وتحديا ، ويعود هذا الاختلاف لنوعية الثقافة التي يؤمن بها ويمارسها كلا النوعين. فبينما يمارس النوع الاول ثقافة الانهزام ، يمارس النوع الثاني ثقافة التحدي ، والمؤمنون الحقيقيون هم الذين يتمسكون بثقافة التحدي ، فاذا بهم كلما تراكمت العقبات والمشاكل أمامهم كلما فجّروا طاقاتهم ، وسدوا ثغراتهم ، واستعدوا لمواجهتها ، كما انهم عند المصاعب يكتشفون أنفسهم ، والطاقات التي أودعها الله فيهم ، ويستثمرون كل ذلك في سبيل الانتصار على الأزمات والتحديات.
(٢٣) ثانيا : انهم لا يفكرون في أنفسهم كأفراد ، انما كقيم وتجمع وأمة ، فلا يفكر أحدهم في ذاته ، وانه ربما يقتل في المعركة ، انما يقول : إذا قتلت فسوف يأتي الآخرون ويتابعون مسيرتي (فالمهم عنده ان تنتصر القيم ، لا ان ينتصر هو نفسه) وإذا بقيت فسوف أرث الشهداء الذين أريقت دماهم في هذا الطريق ، وأتابع دربهم ، وأفي بحقوقهم ، فأنا مسئول أمام الله عما أرثه من دماء الشهداء. فشعور المؤمن اذن شعور اجتماعي لا فردي.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ