(وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ)
لم ينهزموا كما فعل المنافقون ، بل ازدادوا يقينا بخطّهم.
(قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)
ومن هذا نستفيد ان التربية الرسالية السليمة هي التي تصارح الإنسان بطبيعة المسيرة ، وانها محفوفة بالمخاطر على صعيد الدنيا ، مما يساعد الفرد على الاستقامة حين الأزمات والمصاعب ، لأنها حينذاك لن تكون مفاجئة له ، بل سيعتبرها أمرا طبيعيا وقد استعد لها فهي مما تزيده تثبّتا على طريقه ، لهذا كان المؤمنون يزدادون إصرارا على مواصلة الدرب برغم الواقع الصعب حيث كان العدو قد جمع لهم ، وجاء لحربهم بكل قوته ، وبرغم الحرب النفسية التي كان يشنها المنافقون ضدهم.
وحين يرى المؤمنون الصعوبات والأزمات وقد وعدهم الله ورسوله بها يتيقنون بالفرج لأنهم وعدوا به أيضا ، وتحقق الوعد الأول يدل على تحقق الآخر.
(قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ)
ردا على المنافقين ، وإخمادا لأهواء النفس.
ألم يعدهم الرب سبحانه بالمواجهة التي تنتهي بالنصر المؤزر ، ان أعظم عامل للصمود في الظروف الصعبة التنبأ بها ، والاستعداد النفسي مسبّقا لمواجهتها ، وها هم المؤمنون في هذا المستوى ، وكما النار تفتتن الذهب ، وكما المبرد يلمع زبر الحديد ، كذلك مواجهة المشاكل تستخرج معدن المؤمن الصافي ، وتجلي نفسه من أدرانها ، هكذا زادت الحرب مع الأحزاب ايمانهم وتسليمهم.
(وَما زادَهُمْ)