قَضى نَحْبَهُ)
وصار شهيدا في سبيل الله.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ)
لقاء الله ويستعد له ، فالمؤمنون متماسكون كالبنيان المرصوص ، بعضهم يمضي ويبقى البعض الآخر ليكمل مسيرته ، دون ان يفكر أحدهم في نفسه وشهواته ، ويقول لماذا انا الذي اقتل وليس فلان؟ ولماذا انا الذي اقتل ويبقى فلان يتنعم بالنصر والمكاسب؟ كلا .. فالقضية قضية صراع مستمر كل واحد يؤدي دورا معينا فيه ، والمجموع الكلي هو المهم عندهم جميعا ، وهذا نابع من اعتقاد المؤمنين بأنهم باعوا أنفسهم لله ، فهم لا يملكونها ، ولا يحق لهم ان يفكروا في مصالحها ، انما يتصرف فيها ربهم وقائدهم حسبما تقتضيه القيم الالهية ، فهم مسلّمون الأمر لله ولقيادتهم ، وهذا الايمان هو الذي يبعث فيهم الاستقامة والصمود في الطريق.
(وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
(٢٤) وبعد هذا العرض الصريح والمختصر لجانب من صفات المنافقين وبعدهم المؤمنين ، يشير السياق القرآني اشارة الى جزاء كل من المؤمنين والمنافقين إذ يقول :
(لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ)
ولكن ليس بانتمائهم الاجتماعي الظاهر لحزب المؤمنين ، بل بعملهم الذي يتجانس مع تسميتهم وانتمائهم الحقيقي.
(بِصِدْقِهِمْ)