ولكن هل يتمكن من الاقتداء بالرسول كل أحد. كلا .. بل الذي ارتفع بإرادته وروحه وسلوكه عن حطام الدنيا ، وتطلع الى الآخرة.
(لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)
اما الذي يكون هدفه شهواته أو زينة الدنيا ، فانه لا يستطيع الاقتداء بالرسول (ص) الذي أخلص نفسه ووجهه لله ، وزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها.
اما الصفة الاخرى لمن يتبع الرسول فهي : تذكر غايته الأساسية وهي رضوان الله ، والاستقامة عليها ، وحين يعرف الإنسان وجهته يعرف ـ بوضوح ـ سائر أهدافه ، وتتوضح له استراتيجياته ومعالم سلوكه ، إذ يجد المعيار السليم لمعرفة كل ذلك. وهكذا يعطي ذكر الله ضمانة للإنسان حتى لا ينحرف عن أهدافه التي تجمعها كلمة واحدة هي رضوان الله.
(وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً)
(٢٢) وبعد ذلك يثنى السياق على أهم صفات المؤمنين ، والتي تناقض صفات المنافقين وأهمها :
أولا : انهم لا تكسرهم الأزمات ، ولا ينهزمون أمام الصعوبات مهما كانت ، فهم يعرفون بأن ذلك كله من طبيعة طريقهم (ذي الشوكة) فكلما رأوا المصاعب تتزاحم في طريقهم كلما ازدادوا يقينا بصحة طريقهم ، وتسليما لربّهم وقيادتهم.
ولعل المؤمن يبحث عن ساعة حرجة يجرب فيها نفسه (ايمانه وإرادته) وبالتالي يظهر فيها كفاءاته الرسالية الحقيقية لوجه الله.