ولقد بححت من النّداء |
|
بجمعكم هل من مبارز |
ووقفت إذ جبن المشجّع |
|
موقف البطل المناجز |
إنّ الّسماحة والّشجا |
|
عة في الفتى خير الغرائز |
فقام علي فقال : «يا رسول الله انا» فقال : «انه عمرو» فقال : «وان كان عمرو» فاستأذن رسول الله ، فأذن له رسول الله ، فألبسه رسول الله (ص) درعه ذات الفضول ، وأعطاه سيفه ذا الفقار ، وعمّمه عمامة السحاب على رأسه تسعة أكوار ، ثم قال له : «تقدّم» فقال لما ولّى : «اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوق رأسه ، ومن تحت قدميه» فمشى علي (ع) اليه وهو يقول :
لا تعجلنّ فقد أتا |
|
ك مجيب صوتك غير عاجز |
ذو نيّة وبصيرة |
|
والصّدق منجي كلّ فائز |
إنّي لأرجوا ان أقي |
|
م عليك نائحة الجنائز |
من ضربة نجلاء يبقى |
|
ذكرها عند الهزاهز |
قال له عمرو : من أنت؟! قال : «انا علي» قال : ابن عبد مناف؟ فقال : «انا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف» فقال : غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو اسنّ منك ، فإني اكره ان أهريق دمك؟! فقال علي (ع) : «لكني والله ما اكره ان أهريق دمك» فغضب ونزل وسلّ سيفه ، كأنه شعلة نار ، ثم اقبل نحو عليّ مغضبا ، فاستقبله علي بدرقته ، فضربه عمرو بالدرقة فقدّها ، واثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجّه ، وضربه عليّ على حبل العاتق ، فسقط وتسيّف على رجليه من أسفل ، فوقع على قفاه ، وثارت بينهما عجاجة فسمع عليّ يكبّر. فقال رسول الله (ص) : «قتله والذي نفسي بيده»