في داخله بان الدعي ولدا له ، ولو قال ذلك الف مرة بلسانه ، لان القلب شيء آخر يميز الابن الحقيقي عن غيره ، ولا يتمكن ان يخرق القوانين الفطرية ، ببعض القوانين الاعتبارية ، لأنها تفقد قدرة التنفيذ باعتبارها ظاهرية لا قلبية.
(وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ)
والحق هو القانون الفطري ، والحقيقة الخارجية ، وهذه صفة القرآن فهو كتاب الله الذي ينطبق على كتاب الطبيعة ، فكما تذكرنا الطبيعة بآيات القرآن وتهدينا لها ، فان الله يذكّر عبر آياته بسننها وقوانينها.
(وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)
السليم ، والصراط المستقيم ، و (ال) التعريف تحدد هذا السبيل ، انه ليس ايّ سبيل كان ، بل هو السبيل القويم.
(٥) ثم يبين القرآن حكم اللقيط ، وهو يخالف ما عليه الجاهلية من نسب اللقيط الى من يربيه ويتبناه حيث يقول :
(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ)
الحقيقيين الذين انحدروا من صلبهم.
(هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ)
أصحّ لانسجامه مع شريعة الله ، وفطرة البشر ، بينما كان الجاهليون يخالفون هذا الأمر وينسبون الرجل الى من تبناه ، حتى لو كان أبوه شخصا آخر ، وكان من عادتهم إذا افتقر أحدهم أن يدفع أولاده الى من يعولهم فيصير الآخر والدهم في عرف