ان البحار تحتضن عجائب خلق الله من خلية اسفنجيّة متواضعة الحجم والتطور ، الى الحيتان الضخمة التي تبلغ عين الواحد منها وزن فيل وهو أعظم حيوان بري.
الايمان صبر وشكر :
جاء في الحديث :
«الايمان نصفان ، نصف صبر ونصف شكر» (١)
والواقع : أن الشكر والصبر يشعبان من مشكاة واحدة هي التسليم لله ولقضائه ، والايمان بأنه الواهب المتفضل المنان ، بيد أن الشكر هو تجلّ لهذه الحالة عند النعمة ، والصبر تجل لها عند النقمة ، لذلك جاء في الحديث عن الامام الباقر عليه السلام :
«العبد بين ثلاثة : بلاء وقضاء ونعمة ، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة ، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة ، وعليه في النعمة من الله عز وجل الشكر فريضة» (٢)
ولعل أعظم ما في الشكر هو تنمية روح الرّضا في النفس بعيدا عن الغرور والفخر والكبرياء ، والنفس الراضية تستدر ثواب الله ، وتسعد في الدنيا.
يروي الامام الصادق (عليه السلام) عن الرسول (صلى الله عليه وآله):
«الطاعم الشاكر له من الأجر مثل أجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر ، والغني الشّاكر له من الأجر كأجر المحروم
__________________
(١) المصدر / ص (٢١٧) نقلا عن مجمع البيان ، ولم ينسب الحديث إلى أحد والظاهر انه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(٢) موسوعة بحار الأنوار / ج (٧١) / ص (٤٣).