(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)
انها الفطرة التي يشترك الناس فيها ، وحتى المشركون يعترفون بان الله خالق كل شيء الا انهم يخشون غيره ، ويشركون به لجهلهم بان الله الفعال لما يريد.
وما دام الجميع يعترفون بأن نعمة الخلق وهي أصل سائر النعم من الله فالحمد كله لله ، وعلينا ان نحمده بكل معاني الحمد.
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)
ولعلنا نستوحي من هذا السياق ان الحمد بداية الشكر ، وأول كلمة في القرآن بعد البسملة هو الحمد ، لقد كان النبيّون والأئمة والصديقون يفتتحون حديثهم بحمد الله والثناء عليه.
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
فهم يحمدون المربوبين ولا يعلمون ان الحمد كله لله. أو ليست النعم جميعا منه؟! أو ليس الناس انما يعملون الحسنات بحوله وقوته ، فان استحقوا حمدا فبما خوّلهم من نعمه؟!
ويبقى السؤال : لماذا يكفرون بالله وهم يزعمون بأنه خالق السموات والأرض؟
ان هذا التناقض نابع من ذات البشر ، وسبحان الله ان يكون مصدرا لهذا التناقض ، فله الحمد في السموات والأرض ، ومن له الحمد ليس ناقصا البتة. كلا .. فآياته مبثوثة في الأنفس والآفاق ، فلا ينكره من ينكر لقلة الآيات ، ولا حجة لهم عليه فقد أركز في أفئدتهم معرفته بالفطرة.