فكيف لا أكون جهولا في جهلي؟!» (١)
(ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً)
في شبابه حتى كهولته ، إذا القوة ليست من ذات البشر.
(ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً)
وهذا الضعف الثاني يعتريه نتيجة المرض أو نتيجة الشيخوخة. ومن المعروف ان مرض الشيخوخة لا يعالج إذ أنّه يتسبب من انعدام أو ضمور خلايا المخ التي لا تعوّض بأية وسيلة.
قال بعض الشعراء :
عجوز تمنّت أن تكون فتية |
|
وقد شاب منها الرأس واحدودب الظهر |
فمرّت على العطّار يصلح شأنها |
|
فهل يصلح العطّار ما أفسد الدهر |
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)
هذه التحولات التي تجري على الإنسان تكشف عن قدرة الله وعلمه سبحانه. ان أعظم آية على قدرة الرب انه يقلب الإنسان من حال إلى حال ، في إطار تقدير حكيم ، وتدبير رشيد ، حتى يعرف انه القادر المهيمن العليم الحكيم ، جاء في دعاء الامام الحسين (ع):
«إلهي علمت باختلاف الآثار ، وتنقّلات الأطوار أنّ مرادك مني أن تتعرف
__________________
(١) مفاتيح الجنان / ص (٢٧١).