(هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)
لعل أحد معاني هذه الآية هل هناك اله يدّعي ولو مجرد ادعاء بأنه رب السماوات والأرض ، ورب هذه الآفاق البعيدة اللامتناهية؟!.
كلا ، ليس هناك أحد يدّعي الالوهية بهذا المعنى ، اما هؤلاء الطواغيت الذين يدّعون الالوهية صراحة أو ضمنا ، فان أقصى ما تصل اليه ادعاءاتهم هو أن يقولوا : نحن نمتلك جنودا نسيطر عليهم ، أو اننا نسيطر على قطعة ارض.
[٦٦] هذا عن الايمان بالله سبحانه وتعالى ، وهناك بعد آخر من الايمان هو الايمان باليوم الآخر ، وإذا ما آمن الإنسان بهذين البعدين (مبدأه ومعاده) فانه يصبح إنسانا متكاملا ، لذلك يركز القرآن الحكيم دائما عليها.
(وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا)
أتصور ان القرآن حينما يستخدم كلمة (الإنسان) دون كلمة الناس أو البشر وما أشبه فان ذلك للدلالة على طبيعته ، فهناك غريزة اركزت في خلقة البشر وهي : ان هذا الإنسان كثيرا ما يتساءل إذا ما مت لسوف اخرج حيّا؟!
هل الموت نهاية أم بداية ، أم مرحلة بين هذه وتلك؟!
[٦٧] (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)
على الإنسان ان يفكر .. ما ذا كنت قبل أن أخلق ، ان الذي خلقني وأوجدني يستطيع أن يعيدني ، وهذا الكلام ليس كلاما يمكن ان يقنعك بمجرد طرحه عليك ، انما هذا يوافق الوجدان ، فاذا عدت الى وجدانك وتذكرت أحوالك الماضية ، وتخيلت العدم الذي كنت فيه ، وكيف جئت بعد ذلك الى الوجود ، آنئذ تفهم قدرة الله