٨٢
هـ .. وقد ذكروا في ترجمته بأنه كان لا يعيب على السلاطين شيئاً رغم
ابتعاده عنهم .. فمن هم أهل البدع عنده ؟
لقد وجدناه يقول في معاوية
بن أبي سفيان : « كان معاوية لا يُتَّهم في الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله » . فهل كان معاوية في من يُستثني من أهل البدع
، أم أنّه عنده من أهل السنّة ؟
إنّ الميزان الذي وضعوه
لتمييز البدعة من السنّة هو الواقع التاريخي للخلافة والثقافة التي أفرزها ، فلم يكن لعنُ عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام والبراءة منهم بدعة ، لكن تفضيل عليّ على عثمان وحده بدعةً !!
فليس معاوية وحده مستثنى
، بل عقيدته هذه كلّها ليست ممّا يخدش في السنّة ! وغداً سوف يأتي « خليفة » آخر أشدّ عداءً لآل رسول الله صلىاللهعليهوآله من معاوية فلا يمنع ذلك من أن يسمّى « ناصر السنّة » ذلك هو المتوكّل العباسي.. قيل فيه ذلك لأنّه وضع حدّاً للمعتزلة الذين كانوا يمتحنون الناس على القول بخلق القرآن ، ونَصر الإمام أحمد بن حنبل وأفرج عنه وانتصر لعقيدته ، فكان أحمد قد سُمّي « إمام السنة » لصبره على تلك المحنة ، وقالوا في المتوكّل : أظهر السنّة وتكلّم بها في مجلسه وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وبسط السنّة ونصر أهلها..
_____________