كالرافضة ؟
ذلك لو فرضنا عدم صحّة ما جاء في تسميتهم بالقاسطين ، فلماذا لا يكونوا « رافضة » وقد زادوا على الرافضة بأن قاتلوا الإمام ؟ فهم شرٌّ من اُولئك الرافضة لو صحّ ما قيل فيهم من أنّهم رفضوا زيداً وأظهروا البراءة من الشيخين. فهم قد رفضوا عليّاً ، وأظهروا البراءة منه ومن السبطين ، وقاتلوه ثمّ قاتلوا من بعده السبطين !!
ب ـ هؤلاء هم الذين أظهروا عقيدة الجبر ، وأنّ كل ما يصنعه الخليفة قضاء وقدر ، وبها كانوا أولى أن يُعرَفوا بالقَدَرية !
فلماذا لم يُطلق عليهم شيء من هذا وذاك ؟
السبب واضح جدّاً ، فهم الفئة المتغلّبة التي بسطت نفوذها وآراءها لتصبح هي الفئة التي تمثّل جمهور المسلمين.. فمن سيحكم عليها وهي الحاكمة على الناس ؟!
إنّه ليسير جدّاً بعد ذلك أن تنتحل ما يحلو لها من الأسماء من قبيل (أهل السنّة) ، وأن يكون من خالفها في شيء فهو من أهل البدع والفرق المخالفة للسنّة !!
من هذه القراءة السريعة نخلص إلى ما يلي :
١ ـ إنّ كثيراً ممّا نقرأه عن الفرق الإسلاميّة هو مفتعل مصنوع لا أصل له ، وإنّما أفرزه أمران :
الأوّل : النزاع الطائفي المحتدم في المراحل الاُولى من نشأة المذاهب والفِرق.