وهو الذي أحيا السنّة وأمات التجهّم (١).. وذلك رغم قولهم فيه : كان فيه نَصبٌ ظاهر وانهماك على اللذات والمكاره (٢) !!
وكان شديد البغض لعليّ عليهالسلام ولأهل بيته ، يقصد من يبلغه عنه أنّه يتولّاهم بأخذ المال والدم ، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنّث ، يشدّ على بطنه تحت ثيابه مخدّة ويكشف رأسه ، وهو أصلع ، ويرقص بين يدي المتوكّل ، والمغنّون يغنّون : « قد أقبل الأصلع البطين ـ خليفة المسلمين » يحكي بذلك عليّاً عليهالسلام ، والمتوكّل يشرب ويضحك..
وكان يُبغض من تقدّمه من الخلفاء ـ المأمون ، والمعتصم ، والواثق ـ في محبة عليّ وأهل بيته ، وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنّصب والبغض لعلي ، منهم : علي بن الجهم الشاعر الشامي ، وأبو السِّمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالى بني اُميّة وبان اُترجّة العباسي الهاشمي (٣).. وهدم قبر الحسين عليهالسلام وهدم ما حوله من المنازل وأمر أن تُحرث وتزرع ، ومنع الناس من إتيانها (٤) ! صحيح أنّ هذا الفعل لم يكن مرضياً لديهم ، بل وصفه بعضهم بأنّه السيئة التي غطّت على جميع حسنات المتوكّل (٥) ، لكن هذا الصنع كلّه لم يُخرج
_____________
(١) شذرات الذهب / ابن العماد الحنبلي م ١ ـ ج ٢ : ١١٤ ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ١٩٨٨ م.
(٢) شذرات الذهب م ١ ـ ج ٢ : ١١٤ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٥.
(٣) الكامل في التاريخ ٧ : ٥٥ ـ ٥٦.
(٤) المنتظم / ابن الجوزي ١١ : ٢٣٧ ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٩٩٢ م ، الكامل في التاريخ ٧ : ٥٥ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٥ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣٤٧.
(٥) الكامل في التاريخ ٧ : ٥٦.