قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالم

المذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالمالمذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالم

المذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالم

المؤلف :الدكتور صائب عبد الحميد

الموضوع :الفرق والمذاهب

الناشر :مركز الرسالة

الصفحات :125

تحمیل

المذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالم

85/125
*

إلى طائفتين : الأولى هي طائفة السلطة الاُموية ، وهي التي عُرفت بالمرجئة الخالصة ، وأهل الإرجاء المحض.. والثانية بقيت على الإيمان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واستوعبت باقي أقسام المرجئة من جبرية وقدرية وغيرهم.

مبدأ ظهور الإرجاء ؟

من تمحيص الآراء المتضاربة يتحقّق أنّ أقدم ظهور للإرجاء ، بمعناه المشهور في الفصل بين الإيمان والعمل ، إنّما كان عند معاوية بن أبي سفيان وأصحابه ، ذلك إذا فسّرت أقواله على أساس الإيمان باليوم الآخر ، ولم تفسّر بحسب الظاهر الموحي أحياناً والصريح أحياناً اُخرى بالاستخفاف بإليوم الآخر وبالحساب !

فبمَ يُفسَّر قوله للأنصار ، وقد قالوا له : لقد أخبرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما لقينا ، فقد قال لنا : « ستلقون بعدي أثَرة » قال معاوية : بماذا أوصاكم ؟ قالوا : قال لنا : « فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض » فقال لهم معاوية : فاصبروا إذن !! (١)

بمَ يفسَّر هذا الكلام إن لم يكن هو الاستخفاف بوعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وباللقاء وبالحساب ؟! فلئن عدنا إلى حساب الإيمان ، فإنّ معاوية أول من أظهر الاعتقاد بأنّ الإيمان لا يضرّ معه ذنب ومعصية ، فتمادى في المعاصي غير مكترث بشيء ، فلمّا قيل له : حاربتَ من تَعلم ! وار تكبتَ ما تعلم !! قال : وثقت بقول الله : ( إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ). (٢) !!

_____________

(١) النصائح الكافية : ١٢٥ عن ابن عبد البرّ.

(٢) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٦ : ٣٢٥ ـ دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ، الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية / محمّد عمارة : ١٧٤ ، والآية من سورة الزمر : ٣٩ / ٥٣.

left