ونلاحظ وجود منعطف صارخ في سياق بعض الآيات ـ الهدف منه ـ بيان حقيقة علمية ترتبط بواقع التزكية التي يهدفها ظاهر السياق.
فمثلا يقول الله سبحانه :
«وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ* وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ* وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ* وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» (الشورى ـ ٢٨).
نرى في السياق منعطفا صارخا عند قوله سبحانه :
«وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ».
حيث لا يرتبط ظاهرا بما قبله من قوله تعالى :
«وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ».
وبما بعده من قوله سبحانه :
«وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا».
ووضع هذا المنعطف إنما هو لبيان سنّة فطرية تجري في العباد هي فقدهم للتوازن إذا ثقلت عليهم النعم ـ باعتبار ان النعمة بحاجة الى قدر من التحمل والضبط ، ربما بقدر أو أكثر مما تحتاج النقمة إليها.
ان إبداع هذا المنعطف في سياق الآية الذي يبدو مستقيما بدونه ـ إنما هو لهدف بيان الحقيقة العلمية ، في ثنايا التوجيه النفسي ليس فقط من أجل توظيفها في خدمة