وإذا كان
الخليل قد استخدم (الصفة) بمعنى النعت مرة ، وبمعنى التوكيد مرة ، فلا نستبعد أن
يستخدمها بمعنى الخبر الواقع ظرفا عند ما يقول في منظومته :
فإذا تقدمت
الصفات فرفعها
|
|
لا عندنا رجل
يصيد مكلّب
|
وربما كان
استخدام الخليل للصفة بهذا المعنى سببا في شيوعها عند الكوفيين فيما بعد وأطلق
عليها (صفة تامة).
يقول أحد
الباحثين : «ويريد بها الكوفيون ما كان من الظرف خبرا ومحلا
للأسماء ، كقولك فيها زيد قائما ، فالصفة فيها خبر للمبتدأ (زيد) ومحل له (أي ظرف)
وهي صفة تامة ؛ لأنها محل الأسم» ولم يبتعد الخليل كثيرا في استخدامه للمصطلح عن
هذا المعنى في كتابه (الجمل) .
ويبدو أن مصطلح
(الوصف) لم يكن قد استقر تماما على يد الخليل وسيبويه والكوفيين الذين نقلوه عن
المدرسة البصرية ، فمرة يستخدم بمعنى (النعت) ، ومرة أخرى بمعنى (التوكيد) ، ومرة
ثالثة بمعنى الظرف أو الجار والمجرور الواقعين خبرا ، ومرة رابعة بمعنى الصفة
المشبهة ؛ وغير أن هناك محاولة جادة للتفرقة بين (الوصف) بمعنى (النعت)
و (النعت) كمصطلح مرادف للصفة ، فقد ذكر أن الخليل بن أحمد قال : «إن (النعت) لا يكون إلا في
الصفات المحمودة ، وأن (الوصف) يكون في المحمود وفي غيره من الصفات» ، وبهذا يكون
الوصف أعم من النعت حيث يقتصر (النعت) على المحمود ، ويعم (الوصف) المحمود وغيره.
__________________