ولعل فيما يلي ـ إضافة إلى قول خلف الأحمر ـ دليلا على صحة نسبة المنظومة للخليل.
أولا ـ وجود عشر نسخ من نص المنظومة المنسوبة للخليل ، بخطوط لنسّاخ مختلفين بعضها في دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ؛ وفي بعض المكتبات الخاصة مثل نسخة مكتبة معالي السيد محمد بن احمد البوسعيدي ونسخة مكتبة الفاضل الشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي بالمضيرب (١) (٢).
ثانيا ـ نسبت القصيدة في النسخ السابقة إلى الخليل بن أحمد ، باستثناء النسخة (ب) التي لم يذكر ناسخها نسبتها إلى أحد ، والملاحظ أيضا أن قصيدة الخليل في النسخة (ب) لم تنسب الى غير الخليل فربما سقط من الناسخ ذكر مؤلفها نسيانا ، وعلى هذا يلاحظ أن أحدا من النساخ لم ينسبها إلى غير الخليل بن أحمد ولم يشك أحد من النسّاخ في تلك النسبة. وما ورد في نهاية النسخة (أ) من نص منظومة الخليل لا يعد من هذا حيث يقول.
تمّت قصيدة الخليل بن أحمد العروضي رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين والمسلمات آمين. وصلّى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما. تمّ معروضا عليّ حسب الطاقة والإمكان والله اعلم بصحته».
فقد كان الناسخ أمينا مع نفسه وكان حريصا في مجموعه الذي ضمّ منظومة الخليل أن يقول تلك العبارة أو قريبا منها في كل مخطوطة يكتبها حتى تبرأ ذمته ، بل ذكر صراحة في مرة من المرات أن مخطوطه الذي نسخه عرض على نسخة من بعض النسخ» وهذا يظهر أمانته التي اقتضت منه تلك العبارة «والله أعلم بصحته» إذ لو كان يشك في تلك النسبة ما كان قد نسب المنظومة إلى الخليل بن أحمد صراحة في أولها ، والقصد أن الله أعلم بصحة النص المقدّم الذي نقل عنه.
__________________
(١) ولاية من ولايات سلطنة عمان.
(*) المضيرب قرية بولاية القابل بالمنطقة الشرقية بسلطنة عمان (ن).