ثانيا : المنظومة
١ ـ وصف عام لمنظومة الخليل
جاءت منظومة
الخليل النحوية في ٢٩٣ بيتا من النظم الذي اقترب من الشعر في لغته الرقيقة ،
وصاغها الخليل على وزن عروضي يسمى «بحر الكامل التام» الصحيح العروض والضرب ،
وتفعيلات هذا الوزن تأتي على الصورة التالية :
متفاعلن
متفاعلن متفاعلن
|
|
متفاعلن
متفاعلن متفاعلن
|
ضمت الكثير من
أبواب النحو العربي وتركت القليل منها ، جاءت مقدمتها التي وصلت إلى ٢٦ بيتا
تمهيدا للقارئ وتوطئة نفسية له بدلا من الدخول إلى النحو مباشرة. يقول في أولها :
الحمد لله
الحميد بمنّه
|
|
أولى وأفضل
ما ابتدأت وأوجب
|
حمدا يكون
مبلّغي رضوانه
|
|
وبه أصير إلى
النجاة وأقرب
|
وعلى النبيّ
محمد من ربه
|
|
صلواته وسلام
ربّي الأطيب
|
إني نظمت
قصيدة حبّرتها
|
|
فيها كلام
مونق وتأدب
|
لذوي المروءة
والعقول ولم أكن
|
|
إلّا إلى
أمثالهم أتقربّ
|
عربية لا عيب
في أبياتها
|
|
مثل القناة
أقيم فيها الأكعب
|
تزهو بها
الفصحاء عند نشيدها
|
|
عجبا ويطرق
عندها المتأدب
|
إلى أن وصل إلى
نهاية المقدمة وبداية الموضوع النحوي الأول قائلا :
فإذا نطقت
فلا تكن لحّانة
|
|
فيظل يسخر من
كلامك معرب
|
النحو رفع في
الكلام وبعضه
|
|
خفض وبعض في
التكلم ينصب
|
واستمر الخليل
في معالجة كثير من الأبواب النحوية ، حتى وصل إلى نهاية المنظومة وأنهاها بقوله :
النحو بحر
ليس يدرك قعره
|
|
وعر السبيل
عيونه لا تنضب
|
فاقصد إذا ما
عمت في آذيّه
|
|
فالقصد أبلغ
في الأمور وأذرب
|