فقد جاء الخليل
بأمثلة متنوعة مراعيا الأشكال المتغايرة للمبتدأ والخبر دون أن يشير إلى تلك
التفصيلات. وربما اعتمد في ذلك على المعلّم الذي يقوم بتوجيه الطلاب وإرشادهم ،
فلم يكن الخليل إذا يشقق القواعد النحوية ويفصلها بقدر ما كان يعتمد على التمثيل
المتنوع مع ذكر القاعدة العامة في أول الأمر ، وهكذا كان يفعل ذلك دائما ، ويستطيع
المتأمل في أي باب أن يجد ذلك مجسدا في المنظومة.
وهذه النماذج
والأمثلة الواردة تعطي صورة علمية واجتماعية للخليل حيث تظهر حكمته البالغة ،
والحكمة في أقواله ، وتدينه العميق ولعل ما ورد من حكمة في منظومته يتشابه مع ما
ورد من حكمة في أقواله الأخرى ولنقرأ نموذجا واحدا دالا على حكمته العميقة يقول
الخليل :
لا خير في
رجل يعرض نفسه
|
|
للذم لا ..
لا خير فيمن يغضب
|
حكمة بالغة
الأثر تدل على رجل تمرس بالحياة وخبرها جيدا ، أيضا تدل نماذجه على تقواه وإخلاصه
وحبّه لدينه ، كما تدل على عمق إيمانه ، ولعل ما ذكر سابقا دال على ذلك. وسنكتفي
هنا بنموذجين فقط حيث كثرت نماذجه الدالة على صدق إيمانه والتزامه بشريعة الله
التزاما مطلقا.
يقول :
وتقول لا تدع
الصلاة لوقتها
|
|
فيخيب سعيك
ثم لا تستعتب
|
ويقول أيضا :
فأجب ولا تدع
الصلاة جماعة
|
|
إن الصلاة مع
الجماعة أطيب
|
وقد كثرت
نماذجه الدالة على ذلك :
كذلك تدل
نماذجه وتمثيله على أن الخليل كان محبّا للغزل في أقوال ، ويبدو أنه آمن بأن
الأمثلة والنماذج لا بد أن تخرج عن مرحلة الجمود إلى
__________________