ألقى الحقيبة
كي يخفف رحله
|
|
والزاد حتى
نعله ألقاها
|
و: حتى نعله
ألقاها [بالنصب]. النصب حتى ألقى نعله ، والرفع حتى ألقي نعله [نائب فاعل] ، وإن
شئت رفعه بالابتداء».
والملاحظ أن
هذا الكلام يتوافق مع ما جاء في منظومته وفي كتاب الجمل ، حتى في تمثيله عند ما
قال : (أكلت السمكة حتى رأسها) في الجمل ، وفي المنظومة : (أكلت الحوت حتى رأسه) [وكلمة
(رأسه) ضبطت بالرفع والنصب والجر] ولم يفترق المثال إلا في كلمة الحوت والخليل
نفسه يقول عنها في معجم العين : .
«الحوت معروف ،
والجميع الحيتان ، وهو السمك»
ألا يدل هذا
الترابط بين مصادر الخليل الثلاثة [المنظومة ـ الجمل ـ العين] على اتساق في الكلام
وأداء دلالي موحد. وربما ما ورد في (العين) قرينة على أن الكلام إنما هو للخليل
نصا ـ بل قارئ (الكتاب) لسيبويه يكاد يجزم بأن الرأي الوارد فيه للخليل ؛ فسيبويه
يعرض لكل الآراء التي مضت لدى الخليل ثم يقول : «وقد يحسن الجر في هذا كله ، وهو عربي. وذلك قولك : (لقيت
القوم حتى عبد الله لقيته) ، فإنما جاء ب (لقيته) توكيدا بعد أن جعله غاية ، كما
نقول : (مررت بزيد وعبد الله مررت به).
قال الشاعر ،
وهو ابن مروان النحوي :
ألقى الصحيفة
كي يخفف رحله
|
|
والزاد حتى
نعله ألقاها
|
والرفع جائز ،
كما جاز في (الواو وثمّ) ، وذلك قولك : (لقيت القوم حتى عبد الله لقيته) ، جعلت (عبد
الله) مبتدأ ، وجعلت لقيته مبنيا عليه ، كما جاز في الابتداء».
واللافت للنظر
هنا هو ذلك البيت الوارد عند سيبويه في نصّه ، فقد ورد من قبل لدى الخليل ، ليس من
زاوية التكرار فقط ، بل من زاوية أخرى وهي
__________________