وأسباب تأخرهم في الوقت الحاضر ، ويعدّون الأمر أحجية ولغزا لا ينحلّ ، من الأفضل لهم أن يأتوا ويفكروا في هذه الآية ليتّضح لهم الجواب على ما يرد في خواطرهم.
ممّا ينبغي الالتفات إليه آنفة الذكر عند ما تتحدث عن هزيمتي المنافقين واندحارهم ، تبيّن ذلك بتفصيل (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا) إلّا أنّها تمرّ على بيان انتصار المؤمنين بإجمال ، فكأنّ المسألة من الوضوح بمكان حتى أنّها لا تحتاج إلى بيان وشرح ، وهذه لطيفة بلاغيّة تناولتها الآية الكريمة.
٣ ـ صفات المنافقين
نؤكّد مرّة أخرى على أنّه لا ينبغي أن نقرأ هذه الآيات ونعدّ موضوعها مسألة تاريخية ترتبط بما سبق ، بل علينا أن نعتبرها درسا ليومنا وأمسنا وغدنا ، ولجميع الناس. فليس من مجتمع يخلو من مجموعة منافقين ، قلّت أو كثرت ، وصفاتهم على شاكلة واحدة تقريبا.
فالمنافقون عادة أناس جهلة أنانيون متكبرون ، يزعمون بأنّهم يتمتّعون بقسط وافر واف من العقل والدراية! إنّهم في عذاب وحسرة ما دام الناس في راحة وسرور ويفرحون عند ما تحلّ بهم كارثة!.
إنّهم يتخبطون في دوامة من الوهم والشك والحيرة ، ولذلك فهم يخطون تارة نحو الأمام ، وأخرى إلى الوراء!!
وعلى خلافهم المؤمنون ، فهم يشاركون الناس في السراء والضرّاء ، ولا يزعمون أنّهم أولو علم ودراية ، ولا يستغنون عن رحمة الله ولطفه ، وقلوبهم تعشق الله ولا تخاف في سبيله من سواه!
* * *