العلاقة الدّينية :
الطريف أنّنا نقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ الذي عقر الناقة لم يكن إلّا واحدا ، لكن القرآن ينسب هذا العمل إلى جميع المخالفين من قوم صالح «ثمود» ويقول بصيغة الجمع : (فَعَقَرُوها) وذلك لأنّ الإسلام يعدّ الرضا الباطني في أمر ما والارتباط معه ارتباطا عاطفيا بمنزلة الاشتراك فيه ، وفي الواقع فإنّ التآمر على هذا العمل لم يكن له جانب فردي ، وحتى ذلك الذي أقدم على عمله لم يكن معتمدا على قوته الشخصيّة فجميعهم كانوا مرتاحين لعمله وكانوا يسندونه ، ومن المسلّم أنّه لا يمكن أن يعدّ هذا العمل عملا فرديا. بل يعد عملا جماعيا. يقول الإمام علي عليهالسلام : «وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا» (١).
وهناك روايات متعددة في المضمون ذاته نقلت عن نبي الإسلام وأهل بيته الكرام ، وهي تكشف غاية الاهتمام من قبل هؤلاء السادة العظام بالعلاقة العاطفية والمناهج الفكرية المشتركة بجلاء ، ونورد هنا على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ عددا منها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «من شهد أمرا فكرهه كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضيه كمن شهده» (٢).
ويقول الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام «لو أنّ رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل» (٣).
ونقل عن الإمام علي عليهالسلام أيضا أنّه قال : «الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه
__________________
(١) نهج البلاغة ، ومن كلام له ، رقم ٢٠١.
(٢) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٤٠٩.
(٣) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٤١٠.