سورة البقرة ، وتحتوي على (١٧٦) آية ، وتسمّى بسورة النساء نظرا لتضمنها أبحاثا كثيرة وحديثا مفصلا حول أحكام «المرأة» وحقوقها.
٢ ـ محتويات هذه السورة :
هذه السّورة ـ كما قلنا ـ نزلت في المدينة ، بمعنى أنّ النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ما كان مقبلا على تأسيس حكومة إسلامية وتكوين مجتمع إنساني قويم ، نزلت هذه السورة وهي تحمل جملة من القوانين التي لها أثر كبير في إصلاح المجتمع ، وإيجاد البيئة الاجتماعية الصالحة النقية.
ومن ناحية أخرى فإنّ أكثر أفراد هذا المجتمع الجديد كانوا قبل ذلك من الوثنيين بما فيهم من لوثات الجاهلية وانحرافاتها ورواسبها ، لذلك يتعين قبل أي شيء تطهير عقولهم ، وتزكية أرواحهم ونفوسهم من تلك الرّواسب ، وإحلال القوانين والبرامج اللازمة لإعادة بناء المجتمع محل تلك العادات والتقاليد الجاهلية الفاسدة.
وعلى العموم فإن المواضيع المختلفة التي تحدثت عنها هذه السّورة هي عبارة عن :
١ ـ الدّعوة إلى الإيمان والعدالة ، وقطع العلاقات الودّية بالأعداء الألداء ، والخصوم المعاندين.
٢ ـ ذكر بعض قصص الأمم الماضية لأجل التعرف على عواقب المجتمعات غير الصالحة.
٣ ـ العناية بالمحتاجين إلى الحماية مثل الأيتام ، وبيان التعاليم اللازمة لصيانة حقوقهم.
٤ ـ قانون الإرث والتوارث بنحو طبيعي وعادل في قبال الكيفية القبيحة التي كان عليها وضع التوريث في ذلك الزمان ، حيث كان يحرم الضعفاء بحجج واهية ، وأعذار غير وجيهة.