وقد أورد أكثر هذه القصيدة أبو الفرج في «مقاتل الطالبيّين» ويقول في شأن يحيى بن عمر وهذه القصيدة : «... وما بلغني أنّ أحدا ممّن قتل في الدولة العبّاسيّة من آل أبي طالب رض رثي بأكثر ممّا رثي به يحيى ، ولا قيل فيه الشعر بأكثر ممّا قيل فيه ، واتّفق في وقت مقتله عدّة شعراء مجيدون للقول أولو هوى في هذا المذهب ، إلاّ انّني ذكرت بعض ذلك كراهية الإطالة ، فمنه قول علي بن العبّاس الرومي يرثيه ، وهي من مختار ما رثي به ، بل إن قلت إنّها عين ذلك والمنظور إليه لم أكن مبعدا ، لو لا أنّه أفسدها!!! بأن جاوز الحدّ وأغرق في النزع وتعدّى المقدار بسبّ مواليه!!! من بني العبّاس ، وقوله فيهم من الباطل ما لا يجوز لأحد أن يقوله ، وهي :
أمامك فانظر أيّ نهجيك تنهج |
|
طريقان شتّى مستقيم وأعوج |
|
الخ ص ٦٤٥ إلى ص ٦٦٢
وأمّا ابن طاهر فهو محمّد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق ابن ماهان ، أسلم جدّه رزيق على يد عبيد الله بن طلحة الطلحات الخزاعي والي سجستان ، فنسب إليه ولقّب بالخزاعي لهذا السبب ، لا لانتمائه إلى قبيلة خزاعة من جهة النسب ، وآل طاهر اسرة قديمة تنتسب إلى امراء الفرس الأوّلين ، ويذكر منها في عالم الحرب والأدب والنجدة أفراد كثيرون ، وكان مصعب يتولّى أعمال مرو مع أعمال هراة.
وأوّل من نبغ من هذه الأسرة واشتهر في عهد بني العبّاس ، طاهر بن الحسين ابن مصعب ، أبلي في خدمة المأمون أحسن بلاء ، وأخلص له ونصح في ولائه وتوطيد ملكه ، فولاّه خراسان ، وأطلق يده فيها ، فأصحبت دولة طاهريّة مستقلّة