حتى مع فرض الاكتفاء في مقام الفتوى بالإجمال الشرعي لو لم يتم العثور على دليل الحكم تفصيلاً.
وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ أتباع أهل البيت عليهمالسلام هم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية دون سائر المسلمين ، ويدلّ على ذلك احتفاظهم بتراث أهل البيت عليهمالسلام ، ولولاهم لما وَجدتَ من هذا التراث إلاّ القليل النّادر الّذي لا يفي ـ مع فرض سلامته من الدسّ والتزوير على أهل البيت عليهمالسلام ـ بتغطية الاستدلال في العقائد والأحكام. ولهم على وجوب الاقتداء بأهل البيت عليهمالسلام والتمسك بهم عشرات الأدلَّةِ التي يشاركهم في نقلها جميعيع المسلمين ، وليس هنا محل تفصيلها ، ولو لم يكن منها إلاّ ( حديث الثقلين ) لكفى. ولكنّ شحة النفوس وخشونة طبعها تجرأت على النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأساءت إلى مقامه الشامخ في أهل بيته قُبيل وبُعيد وفاتهته حتى منع صلىاللهعليهوآلهوسلم في ساعاته الأخيرة من تأكيد وصيته بهم عليهمالسلام ، فودّعوه بأغلظ الألفاظ حتى قال صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في صحاح القوم : « قوموا عني » !
إنّهم أدركوا القصد جيّداً من : « إئتوني بدواةٍ » (١) في ذلك الحين ،
__________________
وأخيراً العلاّمة شرف الدين الموسوي ، والعلاّمة عبدالحسين الاميني صاحب كتاب الغدير ، والشهيد الصدر قدسسره في بحث حول الولاية والموجز في علوم الدين ، وبحث حول المهديدي وغيرها.
(٣) وتقليد الأعلم عليه المشهور والفتوى لدى الشيعة الإمامية.
(٤) اشارة إلى الحديث المتواتر الذي نقلته صحاح القوم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه الأخير : « إئتوني بكتفٍ ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي » ولكنهم اختلفوا ، فقال عمر إنّ النبي غلبه الوجع ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قوموا عني لا ينبغي عند نبيٍ تنازع ». صحيح البخاري ٦ : ١١ ـ ١٢ / باب مرض النبي ، ٩ : ١٣٧ / باب كراهة الخلاف ، كتاب الاعتصام.