رابعاً : الاختلاط بالناس
من الصفات المهمة للمربي وللمصلح أن
يختلط مع الناس ولا ينعزل عنهم ، لأنّ التربية والاصلاح لا تقتصر على إلقاء الخطب في المجالس العامة والخاصة ، وإنما هي حركة وعمل دؤوب في الأوساط الاجتماعية تتطلب مشاركة الناس في آمالهم وآلامهم وأن يعيش المربي معهم كواحد منهم ، يشاركهم في نشاطاتهم وفعالياتهم واحتفالاتهم وأحزانهم ، وهكذا كان أهل البيت عليهمالسلام في وسط الأمة ، وبهذا استطاعوا تربية واصلاح الكثير من أتباعهم ومخالفيهم.
قال صعصعة بن صوحان يصف أمير المؤمنين عليهالسلام : ( كان فينا كأحدنا
، لين جانب ، وشدة تواضع ، وسهولة قياد ، وكنّا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف علىٰ رأسه ).
وقال نافع بن جبير للإمام زين العابدين عليهالسلام : إنك تجالس قوماً
دوناً ، فقال له : « إني أجالس من أنتفع
بمجالسته في ديني ».
وكانت ارشاداتهم لأصحابهم أن يتعايشوا
مع غيرهم من المخالفين ، ومن هذه الارشادات ما جاء عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
أنّه قال : « كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً ولا تكونوا عليه شيناً ؛ صلّوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم... ».
والاختلاط بالمجتمع يسهم مساهمة فعالة
في معرفة أحوال وأوضاع الناس
_______________________