ينبغي أن يكون المربي أو المرشد أو الموجّه عالماً بقواعد وأسس المفاهيم والقيم والآداب والموازين المراد تربية الآخرين علىٰ ضوئها ، وأن يكون مطلعاً علىٰ كثير من المعارف المتعلقة بالتربية ، كعلم الأخلاق وعلم النفس وعلم الاجتماع ، والتاريخ وغيرها.
وأن يكون علىٰ معرفة واطلاع اجمالي أو مفصل بالأمور التالية :
١ ـ أحوال وظروف المجتمع الذي يعيش فيه.
٢ ـ خصائص الأفراد من حيث أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم العملية.
٣ ـ الأحداث والمواقف والتيارات الناشطة.
٤ ـ تشخيص ما ينبغي أن يعمله تبعاً للظروف من حيث : اللين والشدة ، أو التأني والاسراع.
٥ ـ الفوارق بين بيئة واُخرى وزمان وآخر وقوم وآخرين.
وهذه المعرفة تسهم في الاسراع بانجاح العمل التربوي والاصلاحي ، وعدم المعرفة في جميع أو بعض المجالات تؤدي إلىٰ نتائج سلبية ، ولا توصل المربي أو المصلح إلىٰ تحقيق أهدافه أو تحقيق الثمار الايجابية لعمله وحركته التربوية ، بل قد تبعده عن جميع ذلك.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « العامل علىٰ غير بصيرة كالسائر علىٰ غير الطريق لا تزيده سرعة السير إلّا بعداً » (١).
_______________________
(١) تحف العقول / الحرّاني : ص ٢٦٩.