فالحياء من الله تعالىٰ ومن النفس يردع الانسان عن الانحراف الخفي وغير المعلن ، والحياء من المجتمع والقانون يردعه عن الانحراف العلني والمخفي معاً خوفاً من انكشافه أمام الملأ.
والحياء له دوران : الأول الصد عن العمل القبيح والشائن ، والثاني التخلق بالأخلاق الحسنة والصالحة وخصوصاً في العلاقات الاجتماعية ، وبه ترعىٰ حقوق الآخرين.
الضمير هو الرادع الداخلي الذي يقدر ما هو حسن وما هو قبيح ، فيساعد الانسان على اتخاذ السلوك والقرار الصالح والسليم ، والتخلي عن السلوك والقرار المخالف للقواعد الصالحة والضوابط الاجتماعية السليمة.
ويرى الباحثون في حقول التربية وعلم النفس أنه ( لا الفكر ولا المنطق يأمران الانسان بالتصرف ، هما أداتان تمكنان الانسان من الوصول الىٰ هدف ما ، الضمير هو الآمر ، والفكر هو المنفّذ... ويرىٰ نيومن انّ الانسان يفضل التصرّف الخاطئ علىٰ الصواب إذا رضي ضميره ؛ ولو دلّه المنطق إلىٰ خطأ عمله وأرشده إلىٰ الصواب ) (١).
وانّ الضمير عند « فروم » هو ( المستودع الرئيسي للميراث الاجتماعي والثقافي في تكوين الشخصية. وهو القوة المحركة التي تدفع الانسان الىٰ أداء سلوك معين أو عدم أدائه لهذا السلوك حسب متطلبات المجتمع ، ويتكون
_______________________
(١) الأسس البيولوجية لسلوك الانسان : ص ٢٧١ ، ٢٧٣.