وعنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من عمل علىٰ غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح » (١).
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كحقل تربوي يشترط فيه العلم والمعرفة ، وقد سئل الإمام جعفر الصادق عليهالسلام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو علىٰ الأُمّة جميعاً ؟ فقال : « لا » ، فقيل له : ولم ؟ قال : « إنّما هو علىٰ القويّ المطاع ، العالم بالمعروف من المنكر ، لا علىٰ الضعيف الذي لا يهتدي سبيلاً إلىٰ أيّ من أيّ ، يقول من الحق إلىٰ الباطل... » (٢).
وقال عليهالسلام : « إنّما يأمر بالمعروف وينهىٰ عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عالم بما يأمر ، عالم بما ينهىٰ... » (٣).
ومن خلال متابعة سيرة أهل البيت عليهمالسلام نجد انّهم كانوا يحثّون علىٰ طلب العلم وعلىٰ معرفة أحوال المجتمع وعلى معرفة أحوال المخاطبين لكي يكون المربي قادراً علىٰ النجاح في تحقيق مسؤوليته.
الإنسان وخصوصاً في مرحلة الحداثة والطفولة يحاول التشبه بالأشخاص الأكثر حيوية والأشد فاعلية في المجتمع ، ويتعمق التشبه في خلجات نفسه بالتدريج حتىٰ يستحكم في العقل والعاطفة ثم الارادة والسلوك ، والمربي هو من أكثر أفراد المجتمع عرضة للتشبه به ثم تقليده ثم الاقتداء به لأنّه علىٰ علاقة
_______________________
(١) الكافي / الكليني : ١ / ٤٤.
(٢) المصدر السابق نفسه : ٥ / ٦٠.
(٣) تحف العقول / الحرّاني : ص ٢٦٦.