قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام

ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام

ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام

تحمیل

ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام

26/116
*

والغريزة كما هو المستفاد من معناها أمر مغروز في داخل الذات يتفاعل مع المحيط الخارجي لينطلق نحو الاستجابة والاشباع ، وهي قوة لا نلاحظها مباشرة بل نستنتجها من الاتجاه العام للسلوك الصادر منها في الواقع.

ومن هنا فللغريزة مظاهر ثلاثة : ١ ـ مثير خارجي. ٢ ـ سلوك عملي. ٣ ـ هدف يراد تحقيقه. وبعبارة اُخرىٰ أنّ الغريزة تتفاعل مع الشعور بمظاهره الثلاثة : الادراك والانفعال والرغبة للتحقيق.

فهي تتفاعل مع المثير الخارجي وتنفعل مع مظاهره المتنوعة ، وتنطلق لتحقيق هدفها وهو الاشباع والارتواء ، وهذا التفاعل والانطلاق هو أمر فطري لا يختلف ولا يتخلف من فرد لآخر ، وأمّا السلوك الصادر عن الغريزة ، فهو أمر تتحكم به ارادة الانسان وما يحمله من متبنيات فكرية وعاطفية وخلقية ؛ من حيث نظرته للكون وللحياة والمجتمع ، فيكون منسجماً معها مطابقاً للأسس والقواعد التي تبناها في رسم منهجه في الحياة ، ولهذا يختلف سلوك الانسان وممارساته العملية اندفاعاً وانكماشاً من انسان لآخر تبعاً لدرجات ايمانه واعتقاده بمتبنياته.

وتتنوع الغرائز بتنوع تركيبة الانسان وكينونته ، فهو جسد وروح ولكلّ منهما وظائفه الخاصة المترتبة على الحاجات الأساسية العضوية والوجدانية في آن واحد.

والتقسيم الثنائي للغرائز يرجعها الى العقل والشهوة ، وهما الأساس الذي تتفرع وتتنوع منهما سائر الغرائز والدوافع والحاجات.

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « انّ الله ركَّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركّب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله