قَالَتْ بَنُو عَامِرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ |
يَابُؤْسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّاراً لأقْوَامِ |
قال الأصمعيُّ : معناه : اتْرُكُوهُمْ.
يقال : خَالَيْتُه خِلَاءً ـ أي : تارَكْتُهُ.
وقال فيها :
يَأبَى الْبَلاءُ فَما يَبْغِي بهِمْ بَدَلاً |
وَمَا أُرِيدُ خِلَاءً بَعْدَ إحكامِ |
«يَأبَى الْبَلاءُ» ـ أي : التّجْرِبَةُ.
أي : جرَّبناهم فأَحْمْدناهم ، فلا نُخَالِيهِمْ.
وقال الليث : خَالَيْتُ فلاناً ـ أي : صارَعْتَهُ.
وكذلك : المُخَالاةُ في كل أَمْرٍ.
وأنشدَ :
وَلَا يَدْرِي الشَّقِيُّ بِمَنْ يُخالي
قلتُ : كأَنَّه إذا صارعه خَلَا كلُّ واحد منهما لصاحبه فلم يَسْتَعِنْ واحدٌ منهما على صاحبه أَحَداً.
ويقال : عَدُوٌ مُخالٍ أي : ليس له عَهْد.
وقال الجعْدِيُّ :
غَيْرُ بِدْعٍ مِنَ الْجِيادِ وَلَا يُجْ |
نَبْنَ إلّا إلَى عَدُوٍّ مُخالي |
«لا يُجْنَبْنَ» أي : لا يُقَدْنَ.
ويقال : خَالَيْتُ العَدُوَّ ـ أي : تركتُ ما بيني وبينه من المُوَادَعة ، وخَلَا كلُّ واحدٍ مِنَّا من العَهد.
وقال الليثُ : خَلَا المكانُ والشيءُ يخْلُو خُلُوّاً وخَلَاءً وأَخْلَى إذا لم يكنْ فيه أحدٌ ، ولا شيءَ فيه وهو خَالٍ.
والخلاءُ ـ من الأرض ـ قَرارٌ خَالٍ وخَلا الرجلُ .. يَخْلُو خَلْوَةً.
ويقال : اسْتَخْلَيْتُ المَلِكَ فأَخْلَاني ـ أي : خلَا معي ، وخلا بي ، وأَخلَى لِيَ مَجْلسَه.
وفلانٌ يَخْلُو بفلان ـ إذا خَادَعَه.
ويقال : خلَا قرنٌ فقرن ـ أي : مَضَى.
والقُرُونُ الخَالِيةُ : الماضية.
وقال اللِّحيانيُّ : خَلْوتُ بفلان أَخلُو به خلْوةً وخَلَاء.
قال : وقال بعضهُم : أَخْلَيْتُ بفلان أُخْلي به إخلَاءً .. بمعنى خَلَوْتُ به.
وتركتُه مُخْلِياً بفلان ـ أي : خالِياً به.
وخلَتِ الدارُ خلَاءً ـ إذا لم يَبْقَ فيها أحدٌ.
وأَخلَاها الله .. إخلَاءً.
ويقال : خلَا فلانٌ على اللّبَن أو على اللَّحم ـ إذا لم يأكلْ معه شيئاً.
قال : وكِنانَةُ تقول : أَخلَى على اللبَنِ.
وقال الرَّاعي :
رَعَتْهُ أَشْهُراً وَخلَا عَلَيْها |
فَطارَ النِّيُّ فِيها وَاسْتَغارَا |
قال : ويقال : أنا خلِيٌ مِنْ هذا .. وخلَاءٌ.
فمن قال : خلِيٌ» .. ثَنَّى وجَمَع وأَنَّثَ.
ومن قال : «خَلاءٌ» .. لم يُثَنِّ ولم يَجْمَع ولم يُؤنِّث.
والعرب تقول : ويل للشَّجِيِّ من الْخَلِيِ.
«والْخَلِيُ» الذي لا هم له .. الفارغُ.