فلم يستطع اللحاق به ورحل شاه محمد من درتنك إلى جغاي ، وكاوان قاصدا شيكان (شيخان) فأرسل أهل البلد قراولة (١) نحو أربعين فالتقى هؤلاء بالشاه محمد وأصحابه ، وكانوا بغير لبوس ، فتصادموا ، فقتل شاه محمد وأصحابه بأجمعهم يوم السبت ١٨ ذي الحجة سنة ٨٣٧ ه ، فلم يعلم هؤلاء أن هذا الشاه محمد وأصحابه ، فلما تحققوا ذلك ندموا على قتله ، ودفنوا جثته ب (شيخان) ، وبعثوا برأسه إلى شاه رخ (٢) ...
وفي جامع الدول : «سار شاه محمد هذا هاربا من الأمير أسپان إلى الموصل فسخرها واستولى على إربل ، ثم توجه إلى صوب بغداد ، وأغار على بعقوبة من أعمالها ثم سار إلى درتنك ، وقصد شيخان ، فظفر به الأمير حاجي الهمذاني في حدود شيخان وقتله ...» ا ه.
ومثله في منتخب التواريخ. وفي لب التواريخ ورد سنجان بدل شيخان وكذا جاء شيكان والصواب شيخان بلد لا يزال معروفا في أنحاء خانقين وجاء في الضوء اللامع أنه مات مقتولا في ذي الحجة سنة ٨٣٧ ه على حصن يقال له (شنكان) من بلاد شاه رخ ، وكان شر ملوك زمانه فسقا وإبطالا للشرائع ، واستقر بعده أمير زاده على ابن أخي قرا يوسف ، وطول المقريزي ترجمته في عقوده (٣) ...
ترجمته (أيام ولايته في بغداد):
في ما مضى من الحوادث بيان لأيام ولايته على بغداد ، فقد
__________________
(١) مفردها قراوول ، وقراغول وهم مستحفظو الطرق على ما جاء في مختصر الدول لابن العبري ص ٤٣٣ وشيوع بعض القبائل باسم القراغول ناشىء من محافظتهم على الطرق فلزمهم هذا الاسم والترك إلى أيامهم الأخيرة يسمون حراس الجيش ليلا بهذا الاسم ...
(٢) الغياثي ص ٢٨١.
(٣) الضوء اللامع ج ٨ ص ٢٩٢.