فوصلوا إلى قلعة بابل فرأوا قراول (قراغول ، حراس) شاه علي بن قرا موسى فتلاقوا معهم واصطلحوا وعاب القراول على أميرهم وقالوا لهم الجسر منصوب نمضي على غفلة. فما شعر أولئك إلا والعسكر عابر على الجسر والناس يظنون أنه القراول الذي أرسله ...
ومضوا إلى أن وصلوا إلى دار السلطان فأحاطوا بها. وكان ابن اسكندر وابن قرا موسى في القلعة وهم عرايا فأخذوهم وقتلوا ابن قرا موسى. وأما ابن اسكندر فألقى بنفسه إلى صاحب الزمام وقال كنت درويشا وهذا جاء بي قهرا وطلب الأمان فلم يفد قوله هذا وضربوا رقبته وحزوا رأسه وأرسلوه إلى بغداد فأعطى حسن علي الحلة لأخيه شاه منصور.
ثم مرض حسن علي فأرسل خلف أخيه وجاء به من الحلة وكان في بغداد خمس إخوة من أكابر الپاوت قد تحالفوا على قتل حسن علي. فلما وصل أخوه شاه منصور حكى له صورة الحال فقام شاه منصور وسيدي أحمد جمال وجمعوا الخمسة بالحيلة وقتلوهم وارموهم في الميدان.
ثم بعد ذلك مات حسن علي يوم الأحد ٢ ربيع الآخر سنة ٨٧٤ ه وكانت مدة حكمه تسعة أشهر.
شاه منصور بن زينل :
لما أن توفي أخوه تولى. وكان ظلوما غشوما جاهلا على خلاف ما كان أخوه متصفا به. وقتل أناسا كثيرين من أكابر العسكر من جملتهم مظفر بك وشاهسوار وولي بك وأولاد الأمير عبد الله وجماعة كثيرة من غير جريرة ولا ذنب. وجمع نساء كثيرة وبقي طول نهاره وجملة ليلة يشرب الشراب ويأكل الحشيش بغير قاعدة على طريقة الإسراف ، ويفسق بالنساء. ويركب أكثر نهاره فيضرب له بالطبل والزمر.